الشخص الآخر الذي لبسته .
VI
أنا الآن
مجوف من الداخل
كقارب خشبيّ
تالف ومليئ بالثقوب
و الطعنات
.. والخدوش
حتى صارت الأشياء
تتسرب تدريجيًا
منه .
ولم يعد صالحًا
لعبور ضفتين .
V
مسالم
ووديع جدًا
بشكل غريب
حتى أنني حين أرى
هدوء ملامحي في المرآة
يزداد يقيني
بأنني صرت شخصًا
آخر !
وشخصٌ آخر
صار أنا .
لبِستُه ولبِسَني .
IV
قلق و مرتاب
.. بشكل مستمر
كعقارب الساعة
المضروبة في الحائط أعلى المرآة
وبجانب خزانة ملابسي
تمامًا ..
والتي تزعجني دائمًا
تكّاتها - تك تك تك - .
III
خائب , خائر
ومخذول
من رأسي حتى
أخمص قدميّ ..
من علاقاتي
التي ما إن أبدأها
حتى ينتهي
تاريخ صلاحيتها فورًا
وتفسد
- هكذا ببساطة -
كقوارير الحليب الطازج .
II
مزاجي فاسد جدًا
هذا المساء
و أحاول أن أتجنبه
قدر ... اقرأ المزيد
ثرثرة رأس مشوش .
"الحياة مخيفة" هكذا همست لنفسي وأنا أخرج من بوابة المول . كانت أضواء السيارات والمباني التي تنتصب أمامي مزعجة وتشعرني بالغثيان . حاولت بإجهاد أن ألمح وجه السائق . أشرت له بيدي , اتجهنا أنا وأمي إلى السيارة . كان رأسي مشوشًا جدًا وانتابتني رغبة في خلعه وإلقاءه من النافذة . هكذا أردت في تلك اللحظة . تماسكت , وبصعوبة كنت أواري كل هذا الإجهاد عن والدتي . وصلنا إلى المنزل . فتحت باب حجرتي , لا جديد . ثلاث علب ... اقرأ المزيد
ظل يطرق النافذة .
كان البكاء عالقًا في حلقي مثل شوكة . الأرض تدور من تحتي . أحاول أن أمشي بخطى ثابتة إلى الحجرة دون أن أترنح . كان رأسي مثقلا بالماء . وأحس بثقله كاملا يتجمع بالجانب الأيمن حين أفقد القدرة على موازنة رأسي . كنت زرقاء ووحيدة كبالون يرتج بالبكاء . يتدحرج حزنًا , وليس بمقدوره الطيران في الهواء . دخلت إلى الحجرة , أطفأت الأضواء الثلاثة . اتجهت إلى السرير وتكورت على نفسي مثل جنين . كشكل من أشكال رغبتي ... اقرأ المزيد
الحياة في الخارج .
الفضاء واسع . الحياة في الخارج مضيئة و مغرية . النوافذ على امتداد الحائط مشرعة وكأنها تحرضه على الهرب .صديقه السنونو يناديه من على النافذة "الآن فرصتك" . كان يرقبه ببرود وبيعينين منطفئتين أجابه : الحياة التي كنت أتوق إليها بشغف لم تعد الآن تغريني . أدار صديقه ظهره بيأس وعاود التحليق . بسط جناحيه داخل القفص حاول أن يخطو خطوة , خطوتين . اقترب من الباب ثم ارتعش . تربكه فكرة الحرية . تربكه فكرة الخروج من دائرة ... اقرأ المزيد